عدد المساهمات : 8 نقاط : 14 تاريخ التسجيل : 03/08/2012 العمر : 32 الموقع : اصعب حب ::: انه الي بتحبه ما بحبكش العمل/الترفيه : احب الموسيقى الرومنسية المزاج : تبا للحياة
موضوع: الالام الطفولة الفلسطينية الخميس يوليو 24, 2014 10:08 am
[size=37]الام الطفولة الفلسطينية[/size]
[size=37] [/size] [size=37] [/size] [size=37] [/size] [size=37]اليوم ذهبت مع امي وابي في سيارة قديمة الى المستشفى لان امي سوف تنجب لنا طفلا صغيرا ...[/size] [size=37]اشعر بالسعادة ، انا اسمي سعيد ولدت في قرية صغيرة فقيرة من احدى قرى فلسطين .[/size] [size=37]عندما اقتربنا من المستشفى وجدنا شيء كبيرآ ضخما عملاقا فوقنا ، عندها خرج ابي من السيارة ، وعندما خرج بقليل سمعت صوتا عاليا لم اسمعه من قبل ، عندها لم ارى ابي ولم يعد ، لقد ولدت امي طفلا صغيرا جميلا ، كان مبتسما ، لكن لم يبقى على قيد الحياة اكثر من سبعه دقائق ، لقد كان عمري سنة واحدة وشهر ،هكذا عدنا الى بيتنا البالي ، وامي تبكي ، وعندما بدأت اتقن الكلام جيدا نطقت كلمة أبي ،علمت بانها كلمة ليست موجودة لدي ، وعلمت بان ابي قتل على يد صهيوني ، وعندما نطقت كلمة امي ، وجدتها بعيدة عني ، تذهب للعمل في البيوت ، عندها عرفت بان هذه الحياة سوداء ، لقد حرمني الفقر من ان ارتدي الملابس الصوفية الدافئة ، وحرمتني الحياة من رؤية امي وابي ، امام عيناي معا بعد ان كبرت ، اصبحت اتجول بين الحقول للبحث عن عمل حتى اقدر على مساعدة امي المسكينة في سداد اجرة الكوخ الصغير القديم البالي ، وكان عمري سبعة سنوات ، وفي كل مرة ازور قرية ، أو مدينة ، ارى امام عيني اطفالا يرتدون ملابس المدرسة ومعهم كتابا وحقائب ملونة ، وكنت اتمنى ان اكون معهم ، وكنت اسير احيانا ورائهم لارتجف منهم رائحة العلم لكن هل يسمح لي فقير بالدراسة ؟؟؟[/size] [size=37]كان لدي صديق عزيز على قلبي ، اسمه علي ،كان فقيرا مثلي كان علي يشاركني بالبحث عن العمل ، كنا نأكل طعامنا من اطراف سلات القمامة ، رغم ان الطعام كان قليل ، الا اننا كنا نصبر على هذا العناء ، وفي احد الايام قال صديقي علي : [/size] [size=37]انظر الى هؤلاء الاطفال ، هيا نلعب معهم .[/size] [size=37]سعيد : هيا بنا .[/size] [size=37]سعيد يخاطب الاولاد : ماذا تلعبون ؟.[/size] [size=37]احد الاولاد : كرة قدم .[/size] [size=37]علي : هل نقدر على اللعب معكم .[/size] [size=37]يضحك الاولاد ساخرين منهم .[/size] [size=37]سعيد : ما الذي يضحك ؟ وماذا بكم ؟؟؟[/size] [size=37]يجيبه احد الاولاد : اتريد ان تلعب معنا ايها العبد والخادم انك فقير ، كما انك اسود ، وترتدي ملابس سيئة اذهب من هنا ايها الفقير ، هيا قبل ان نضربك .[/size] [size=37]ركض سعيد وعلي وهما يبكيان ، وبعد ان ابتعدا، كانت دموعهم تملا عيونهم، لكن لا يقدران على فعل شيء .[/size] [size=37]عنها فكر علي وسعيد في الرجوع الى قريتهم .[/size] [size=37]قال سعيد :لكن لا نعرف الطريق ، كما انه ربما انتقل اهلنا الى مكان اخر ، لقد مضت سنة على غربتنا عن قريتنا.[/size] [size=37]قال علي : حسنا سوف نحاول ولن نخسر شيئا .[/size] [size=37]وسار علي وسعيد مدة ثلاثة اشهر سيرا على الاقدام عندا وصلا امام القرية فوجدا شيئا عملاقا امامهم ، عندها قال سعيد وهو يصرخ انه الشيء نفسه الذي ولدت امي امامه اخي ، لكن لم يكن هنا بل في زاوية اخرى ، فظهر امامهم صهيوني فقال لهم : ابتعدوا من هنا ، انه ممنوع الوقوف هنا ، قال علي وهو خائف من سلاح الجندي : لماذا ؟ ان هذه قريتنا .[/size] [size=37]الجندي :لا يجوز لكما الدخول .[/size] [size=37]سعيد : ما اسم هذا الشيء [/size] [size=37]الجندي : انه جدار الفصل العنصري [/size] [size=37]ذهب سعيد وعلي من ذلك المكان ووصلا الى القرية اخرى فسألا عن اخبار اسرتهم ، فعلمو من احد الشيوخ بانهم قد قتلو على يد احد الجنود الاسرئيليين فبدأ في البكاء والصراخ من شدة الحزن .[/size] [size=37]فقال سعيد : سوف انتقم من جميع الاسرائيليين .[/size] [size=37]وقال علي : سوف اقتل كل الصهاينة .[/size] [size=37]فقال العجوز : لا تقولا هذا الكلام .[/size] [size=37]سعيد : لماذا ؟ انهم قتلو اسرتنا سوف انتقم .[/size] [size=37]علي : نعم سوف ننتقم .[/size] [size=37]الشيخ : لا تقولا هذا يا ابنائي ، سوف يحدث لكم سوء اذا قلتا هذا ، اهدأوا قبل ان يسمعكم احد .[/size] [size=37]قال علي : لا اصدق ! اليس من حقي ان اقول رأيي ؟ واعيش مع اسرتي ؟ وكذلك قال سعيد .[/size] [size=37]وبعد فترة من الزمن ، رحلنا عن تلك القرية وذهبنا الى قرية اخرى وهكذا بقينا نتجول من قرية الى اخرى نبحث عن عمل عن سكن وعن كل شيء رغم اننا لم نجد شيئا .[/size] [size=37]سعيد : هل ترى ما ارى يا علي ؟؟؟ انها قطعة خبز على الرصيف .[/size] [size=37]علي : هيا بنا ونأكلها .[/size] [size=37]سعيد : لكن ربما تكون سامة ، أو فيها شيء خطير .[/size] [size=37]علي : لا انظر اليها انها جيدة هيا بنا . [/size] [size=37]ركض علي نحو رغيف الخبز . [/size] [size=37]صرخت على علي انتظرني ، انتظرني لكن لم يسمعني .[/size] [size=37]وعندما اوقفت النداء والصراخ سمعت صوتا عاليا جدا فاغلقت عيني ، وبعد ان ذهب ذلك الصوت فتحت عيني لكن لم ارى صديقي علي ![/size] [size=37]ركضت نحو ذلك الدخان الكثيف ذو الرائحة الكريهة من اجل ان اساعد صديقي علي لكنني لم اخرج ولم استطيع ان اجد علي .[/size] [size=37]والتجأت قرب صندوق نفايات وبعد فترة قليلة ، شعرت بتحسن فنهضت من مكاني وذهبت لابحث عن صديقي علي ، فلم اجد له اثر وبينما كنت سائرا في احدى الشوارع سمعت صوتا يناديني فنظرت خلفي فوجت عجوزا يقول لي : هل انت صديق علي ؟؟؟[/size] [size=37]فقلت له :نعم انا اتعرف اين هو ؟[/size] [size=37]فقال العجوز : نعم اتبعني فسرت وراه ، وانا اساله عن علي لكن لم يجيبني وعندما وصلنا البيت ولدهشتي وجدته بيتا ليس له باب ولا سقف فدخلت فوجدت صديقي علي مستلقيا على سرير بالي عليه دماء كثيرة ورايت الدم ينزف من جسم علي ركضت اليه وحاولت ان احضنه ولكن العجوز منعني .[/size] [size=37]فقال لي العجوز : انه يريد ان يخبرك بشيء فاستمع له [/size] [size=37]بدات دموعي تنهمر بغزاره دون ان تتوقف فجلست امامه على الارض فقال لي : الان سوف اقول لك اخر كلماتي ، لقد كنت صديق عمري ، وكنت معي في جميع اموري ، واتمنى ان تبدا حياتك من دوني ، وان تجد عملا يناسبك ، واتمنى ان تحتفظ بهذه القلادة انها اغلى ما املكه وداعا يا صديق طفولتي الـــ ...[/size] [size=37]صرخت : لا تمت يا صديقي ، لاتمت ابقى معي سوف نجد عملا ونعيش في بيت واحد ارجوك ابقى معي لا تمت لا تذهب لا تذهب .[/size] [size=37]خرجت من البيت ودموعي لا تتوقف ، ركضت وانا لا اعلم اين اسير .[/size] [size=37]ولان في هذه الحظة وصلت روح صديقي الى بارئها وانا اصرخ واقول لكم ، اين هو حقي ؟ اين هو ؟.[/size] [size=37]لقد مللت من الهدوء ، مللت السكوت عن حقي انا وصديقي اتسالوني أي حق تريد ، لا تسالوني حقوقي كثيرة .[/size] [size=37]اريد ان ارتدي ملابس دافئة في الشتاء وملابس نظيفة ليست بالية ، اريد ان اعيش مع والدي ومع صديقي اريد ان تحضنني امي في حضنها الدافئ اريد ان اقول كلمة ابي اريد حقي في اتناول طعامي الصحي اريد حقي في ان اسكن في بيت صحي اريد حقي في ان اذهب الى المدرسة واتعلم وان اعامل مثل باقي الاطفال واريد حقي العب وازور قريتي بحرية وان ابقى على قيد الحياة لست الطفل الوحيد الفقير الذي حرم من حقوقه.[/size] [size=37]اسالكم بحق الله هل اقمتم لنا حقوق ؟؟؟ اجيبوني .[/size] [size=37]فأني استحلفكم بالله الذي خلقني وخلقكم ان لا تكتبوها على الورق بل في قلوبكم واجعلوها بين جميع الاطفال الفلسطينيين الفقراء المحرومين من حقوقهم الان اريد ان الحق بروح صديقي الوحيد لانني وعدته بان لا اتركه ابدا وان لا ابتعد عنه فكوني مثلي وحافظو على عهودكم مع حقوقنا .[/size] [size=37]لحقت روح سعيد بروح علي وذهب ولم يعودا ابدا وبقيت قصتهم محفورة على شوارع الفقراء ، وكل مسكين وفقير .[/size] [size=37] [/size] [size=37] [/size] [size=37]مع تحياتي الكاتب ::: احمد نعيرات[/size]